صباح مؤلم..استيقظتُ فيه على صفير رياح الحنين إليك
تُرى هل أيقظك الحنين من نومك ذات ليلة
فاستيقظت مفزوعا لا شيء حولك
سوى الفراق والفراغ
فاستسلمت لأنينك
ودخلت في نوبة بكاء لا انتهاء لها؟
هل سرت في الطريق وحيدا
وأنت تمسك يدك
وتبتسم لنفسك
وتُمنّي قلبك المشتاق
صدفة جميلة
تعيد إليك وإليه الحياة؟
هل فتحت دفاترك المغلقة يوما
وقلّبت الصفحات
بحثا عن امرأة كانت تعيش بك
ثم قطعت تذاكر الرحيل
وارتدت حذاء الغياب
ورحلت
تاركة خلفها بصمة بعمق البئر تذكرك
بأنها ذات يوم
كانت تقيم معك كالدم؟
هل قاومت عطشك يوما
وامتطيت خيول الشوق
وخرجت تبحث عن أيامك المفقودة
وقطعت طرقات الضياع
وسابقت جنون الرياح
لأيام تتمنى لو أن الزمان
يهديك ساعة واحدة منها؟
هل طرقت باب ذاكرتك يوم ميلادي
فأغمضت عينيك في زحامهم
واستحضرت وجهي الحزين عند الرحيل
وقلبي المرتعش رعبا عند الوداع
ورددت بينك وبين صمتك
تُرى: ماذا فعلت الأيام بقلبها بعد قلبي؟
هل فتحت أجندة ذاكرتك ليلة العيد
ولمحت بقايا حروف اسمي
وأرقاما ضائعة بين السطور
ففكرت في أن تهاتفني
فخانتك جرأتك وخذلتك كبرياؤك
وأجّلت حنينك عاما آخر
واستقبلت العيد وحيدا
حزينا كطيور النورس؟
هل زُرت الأطلال بعد رحيلي
وسرت بين الأشلاء وحيدا
وشممت عطر الأمس
وتعرقلت قدماك ببقايا الأحلام المتهشمة
وجلست تُحدث البقايا عني
وتُنادي في فراغ الفراق
فلا تسمع سوى بكاء الأمس؟
هل سرت فوق الشواطئ الحزينة
وتمددت فوق رمال الحنين
وسافرت خيالا إلى مدينة الماضي
وتجولت في طرقات أحلامك
ورجوت الزمان أن يعود إلى الوراء
بأعلى صوتك
كي نعيد الحكاية الجميلة من جديد؟
هل أمسكت القلم بحكم العادة
وهممت بكتابة رسالة حب دافئة
وناديت كل حروف اللغة
فخانك الحرف
وخانك التعبير
فمزقت أوراقك
ومزقت إحساسك
وشعرت بأن حزنك أكبر من الكتابة؟
هل دخلت مدينة خيالك
وبحثت عن طفل أحلامنا
وضممته إليك بحنان
واشتريت له لعبة جميلة
وأوصيته بنفسه خيرا
ووعدته بأنك ذات يوم
ستعود إليه لتحتويه بحب
وأنت أعلم الناس
أنك لن تعود أبدا؟
هل أحببت بعدي؟
وهل سردت حكايتي المجنونة معك
على امرأة عاقلة
وتضخمت بالعقل
وأنت لها تصف جنون مشاعري تجاهك
وانتشيت بغرور وأنت تهتك
ستر رسائلي أمامها
وضحكت بأعلى صوتك
وأشرت إلى الجبال
وأنت تصف لها
حجم ألمي عند الرحيل عنك؟
هل نجحت إحداهن في احتلالك
فتسللت إلى قلبك في غفلة من قلبي
وأطاحت بعرشي بك
وشرّدت جحافل أحلامي
وجردت أعماقك من بقاياي
وأزالت كل بصماتي وخربشاتي
على جدار قلبك
وأنهت عهدي الجميل بك؟
هل خلوت بنفسك في لحظة ألم
وسافرت في الدفاتر المغلقة
وأبحرت بين السطور المتبقية
واسترجعت كل تفاصيل الأمس
وسألت نفسك بانكسار
لماذا التقينا؟
ولماذا افترقنا؟
فغرقت في أمواج الحيرة
وتعرقلت بعلامات الاستفهام؟
هل تمنيت أن تجمعنا صدفة جميلة في الطريق
لترى ماذا فعلت بيّ الأيام بعدك
وأرى ماذا فعلت بك الأيام بعدي
وعلى أيّ الدروب تقف قلوبنا بعد الفراق
وماذا تبقّى فيك مني
وماذا تبقّى منك فيّ
فخانتك الصدفة
وخذلك الطريق؟
هل اتخذت قرار النسيان يوما ذات ذكرى
وتهت في صحراء الذكرى
تبحث عن بئر النسيان
ونمت تحت ظلال الحزن
تحلم بحلم جديد لا يحتويني
ومدينة دافئة لم اترك آثار قلبي فوق طرقاتها
وحكاية أخرى لم أُشارك في تفاصيلها
ولم أترك قطرات عطري الثائر بين صفحاتها؟
هل تجولت في الأسواق وحيدا
تبحث عن هدية رائعة تقدمها إليّ في عيد الحب
ووقفت بين الزهور حائرا
أيها تنتقي لقلبي
وأيّ الباقات تتركها على عتبة بابي
ثم تذكرت وأنت في طريق العودة
أننا في حالة فراق
فأهديت الباقة لامرأة أخرى؟
هل حولك الشوق إلى فتى مراهق
فتجردت من نضجك وعقلك
ومررت حول منزلي ذات ليلة شتائية
واستترت في الظلام كي تراني
وتبللت بالمطر وأنت تكتب اسمي
فوق الرمل المبلل
وعدت تبكي إحساسك
وتحدث الطرقات عن حكاية ماتت
وتداري دمعك من شمس الواقع؟
مع تحيات اسيرة الحب