لقد أخبرنا النبى -صلى الله عليه وسلم- أن الإيمان له طعماً وحلاوة لا يحسها ولا يتذوقها إلا من رضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد - صلى الله عليه وسلم- نبياً ورسولا .
وعن عامر بن سعد عن العباس بن المطلب أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : (ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا ) أخرجه أحمد ومسلم
وأن هذه الحلاوة لابد لها من أصول وشروط فعن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله عز وجل ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يكره العبد أن يرجع عن الإسلام كما يكره أن يقذف فى النار . وأن يحب العبد العبد لا يحبه إلا لله عز وجل ) أخرجه أحمد ومسلم
قال النووى -رحمه الله - هذا حديث عظيم أصل من أصول الإسلام . وقال العلماء : معنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات وتحمل المشقات فى رضا الله عز وجل ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وايثار ذلك على عرض الدنيا ومحبة العبد ربه سبحانه وتعالى بفعل طاعته وترك مخالفته وكذلك محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
وحلاوة الإيمان تستلزم من المؤمن أن يكون وقافاً عند أوامر الله تعالى فيجده الله حيث أمره ويفتقده حيث نهاه وأن يجعل الرضا عن الله تعالى دثاره وحسن التوكل عليه عنوانه وشعاره وأن يسلك سبل الطالبين لحلاوة الإيمان فيجاهد نفسه ويحسن عبادة ربه كما يحسن مصاحبة الأخيار والأبرار