السعاده هي جوهرة الحياه التي يجب ان يبحث عنها الانسان لينعم بحياة طيبة كريمه واذا كان لكلّ جوهرة نواة تتمحور حولها اغلفة وافلاك لتكوّن الجسم الكلي للجوهره كذالك جوهرة السعاده لها نواه وعناصر تتمحور حولها لتكوّن في مجموعها جوهرة السعاده ان نواة السعادة هوالايمان بالله عز وجل وحول الايمان تلتف العناصر المكملة له والمعروفه بالاعمال الصالحه وهي النضام - الصبر –الطهاره- الاكتساب – الاصلاح – الاحسان- الصله – الترفيه ونستطيع ان نمثل ذالك بالنجمه الثمانيّه الاسلاميّه حيث قلب النجمه يمثل الايمان ويمثل كل واحد من المثلثات الثمانية المحيطه بالنجمه احد الاعمال الصالحه وهي عناصر السعاده الموضحه اعلاه وذالك لتسهل معرفتها وتذكرها الدائم ليتم تحقيقها ومن ثمّ تتحقق سعادتنا ان عناصر السعاده هذه هي عناصر الحق والمنطق التي تكمّل بعضها بعضا واي اهمال في أي عنصر منها يسبب نقصا في سعادة الانسان لذالك يجب الحرص على تطبيقها جميعا لتتم سعادتنا بشكل رائع
1- الايمان هو التعلق بالله سبحانه وتعالى وعبادته بما فرض وطاعته في عمل الخير والبعد عن الشر والاخلاص له لانه هو الذي خلقنا واسبغ علينا نعمه ضاهرة وباطنه وان نعد نعم الله علينا فلن نحصيها ومن هنا ومن مبداء الفعل ورد الفعل او الاخذ و العطاء يتوجب علينا شكر الله و عبادته التي من ورائها ينموا الايمان في نفوسنا وبه يمنحنا الله سبحانه بلسم الحياه المتمثل في الطمانينه والحب والامل والارتياح قال تعالى ( واذ تاذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد ) – ان النفس البعيده عن الايمان تكون ممتلئه بالقلق والعداء والاضطراب والتشائم وقريبه من الياس وهذه حقيقه تعرفها النفوس البعيده عن الايمان وهذا مما يحطم قدرة الانسان ويجعل تحقيق متطلباته واهدافه امرا عسيرا مما يجعله في حاله من التخلف و الضياع الروحي و المادي وللتخلص من ذالك يجب علينا الاعتراف بفضائل الله علينا وشكره وعبادته ومحبته لننمي الايمان في نفوسنا وقلوبنا الذي هو روح ونور من الله ( اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ) ( ما كنت تدري مالكتاب ولا الايمان ولاكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء ) ( والذين امنوا اشدّ حبا لله ) فئذا كبر الايمان في نفس الانسان حولها من نفس سوداويه مضلمه كئيبه قلقه حاقده متشائمه الى نفس مشرقه بالمحبه والرضا والارتياح والتفائل وهذا بدوره يعين الانسان ويجعله قادرا بطريقة ميسوره ورائعه وممتعه على تحقيق اهدافه ومتطلباته المتمثله في عناصر السعاده الموضحه كما يعرف هذا كل المؤمنين الذين عرفوا الايمان وجرّبوه وهذا شيء عضيم يناله الانسان ولا يمكن ان يحصل عليه من أي مصدر اخر مهما سعى وجرّب في الحياه ولهذا ويكتسب الايمان هذه المكانه والاهميّه العضيمه في حياة الانسان ويصبح هو اساس و نواة وقلب السعاده الوحيد والفريد والذي تبنا عليه عناصر الخير المختلفه لتشكل جوهرة السعاده وليكون البناء صحيحا ومتكاملا كما قال الله تعالى ( افمن اسس بنيانه على تقوا من الله ورضوان خير ام من اسس بنيانه على شفا جرف هار فنهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الضالمين ) صدق الله العضيم والايمان با الله سبحانه وتعالى كما ندركه بمشاعرنا واحاسيسنا داخل انفسنا كذالك ندركه عن طريق التاملات الفكريّه العميقه للحياه والتكوينات الكونيّه العضيمه المختلفه بما فيها الانسان و التي تدل على ان لها موجد ابدعها واتقنها ايما ابداع واتقان فبما ان الابداع والاتقان والخلق منطقيا لا يمكن ان يكون الا من القوى العاقله الواعيه القادره التي لابد ان تكون اعقل و اقوى و اعضم مما ابدعت كذالك التي ليس لها وعي اوعلم اوادراك لايمكن لها ان تبدع شيئا اذا من هنا يتضح ان وراء هذا الكون العضيم في تكوينه وابداعه قوّة اكبر واعضم هي التي ابدعته واتقنت صنعه وهي قوّه الله عز وجل الاّ متناهي في عضمته و ابداعه ( الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور – ثم ارجع البصر كرّتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ) ( اانتم اشد خلقا ام السماء بناها - رفع سمكها فسواها - واغطش ليلها واخرج ضحاها- والارض بعد ذالك دحاها - اخرج منها مائها ومرعاها - والجبال ارساها - متاعا لكم ولانعامكم )صدق الله العضيم
2-النضام:- هو اساليب التحليل والتنسق وحسن الاختيارالمعتمده على الادراك والعلم النابعه من الفكر والبصيره المدركه لمبادي الحق المنطقيه المقنعه والاعمال الصالحه المفيده للانسان واضهارها في مستوا راقي وجميل ليتم تطور الانسان وراحته وبهجته - فبالنضام الفكري المعرفي تترسب في النفس العقائد الخيره التي تبني حياة الانسان بشكل سليم وقوي فئذا تحقق النضام او الحكمه كانت حياة الانسان سعيده و جميله وبديعه وكثيرة الفائده وما اجمل و اروع ان يعيش الانسان حكيما في الحياه ( ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا )صدق الله العضيم - ان الانشغال بتنضيم قناعاتنا بالحقائق التي تفيدنا و تنضيم اعمالنا لتكون رائعه ينمي الفكر و الوعي ويجعل فكر الانسان هادئا ومنضما ومنسجما مع نفسه مما يكسبه المتعه و الارتياح وعكس ذالك عندما يكون فكر الانسان وقناعاته خاطئه وفوضويه حيث تسبب الاضطراب في العقل والتوتر والارهاق في الجسم ويصبح عقل الانسان كالشمس الحارقه حيث تنزل هذه الافكار المضطربه على النفس والقلب فتسبب القلق والضيق والاكتاب والعصبيّه مما يكون سببا في تعاسة الانسان وتمزق نفسه - ان عناصر السعاده المتمثله في الايمان و النضام والكسب والصله و الاحسان و الترفيه و الطهاره والاصلاح هي التي يجب ان تستحوذ على فكر الانسان وقناعاته بحيث يرتبها وينسقها ويكتشف ما جهل منها وينسق الاعمال والواجبات المترتبه عليها حيث هي التي تهمه لتكوين حياة اجتماعيّه سعيده و مستقره وديننا الحنيف هو نضام من رب العالمين يعلمنا الحكمه ويامرنا بالحق و العدل والصلاح والجمال والتزيّن وكل اوامره انضمه بديعه ومفيده قال تعالى ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امّة واحدة ولكن ليبلوكم في ما اتاكم فستبقو الخيرات الى الله مرجعكم ) فهذا نضام من رب العالمين يعلمنا المنهج الصحيح في الحياه والتسابق لتنضيم وعمل الخيرات والشريعه هي القانون الالهي المنطقي الصحيح و المفيد المنضم لجميع شئون الحياة البشريه التي يجب اتباعها واي مخالفة لها يعتبر اثم وجرم وخطاء .. ] ([ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا )[ ( فئذا قضيت الصلاة فنتشروا في الارض وبتغوا من فضل الله [/صدق الله العضيم وهذا امر للانضباط في الوقت وفي الواجبات حسب الاهميه حيث الصلاة ثم الاكتساب وابتغاء فضل الله كذالك التجميل والتزيين مامورين بها ( وخذو زينتكم عند كل مسجد ) ( قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق ) كذالك الاولويات وحسن الاختيار ( اولى لهم طاعة وقول معروف ) وهكذا اوامر ديننا كلها قوانين وانضمه ترتيب وتجميل وتسابق في الخيرات للوصول للحياة السعيده والكريمه .
3- الطهاره هي نقاء النفس نتيجة تحليها بلاخلاق الفاضله الخيرّه المنصفه و المفيده و المحببه بين الناس ومجانبتها ومقتها ما يضاد ذالك وهي الاخلاق السيئه الضاره والمنفره التي هي مصدر العداوه والشرور بين الناس – لذالك تعني الطهاره محبّة العدل والاخلاص و الوفا والموده والاحترام والامانه والصدق والرحمه والايثار والتواضع والانصاف والصفاء وحسن المعامله والعيش في الواقع واتباع الحق والحقيقه ويشمل ذالك اتباع العقيده الصحيحه واثبات ما الله اهلا له من توحيد وتعضيم وتقديس وقد وصف الله سبحانه الشرك لانه خطاء وباطل بالضلم العضيم ووصف المشركون بالنجس الذي هو عكس الطهاره كما في قوله تعالى ( انما المشركون نجس ) والطهارة كذالك محاربة الشرور والاشرار والبعد عن الضلم والتخريب الذي يعني الاخطاء بجميع انواعها مثل الذنوب والعيش في الاوهام والخيال والكذب والخيانه والانانيه والتجبر والتكبر والعداوه واحتقار الاخرين وهذه الاخطاء في مجموعها اساس مشاكل الانسان وتحطمه وتخلفه ان الاخطاء والذنوب تصيب الانسان بالحسره والندم وهي اغلال تضيّق صدر الانسان واحمال على ضهره مما يجعله كئيبا ومرهقا وبذالك يكون في منتهى التعاسه ولا يذوق من السعاده او راحة البال شيء قال تعالى ( ووضعنا عنك وزرك - الذي انقض ضهرك ) –لذالك وللوصول الى السعاده يجب التوبه والندم وكثرة الاستغفارمن ذنوبنا السابقه فئذا تحققت الطهاره تحقق الارتياح والتفائل وديننا الحنيف هو الذي يامرنا بالطهاره بجميع اشكالها قال تعالى ( ان الله يحب التوابين ويحب المطّهرين )
4-الاكتساب :- هو الكسب في الحياه بطرق مشروعه شريفه لتوفير متطلبات حياتنا المختلفه مثل الاكل والملبس والسكن والعاطفه وغيرها من متطلبات الحياه الكريمه وانواعه كثيره مثل التجاره الوضائف الصناعات الخدمات الزراعه تربية المواشي الانشأت وغيرها كثير اننا بتحقيقنا الاكتساب نحقق عزتنا وكرامتناكذالك هو من مقومات و اساسيات الحياه السعيده فبدونه يضهر الفقر و الفاقه التي تحطم امال وطموحات الانسان وتجعله مسحوقا مقهورا قال تعالى ( واخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله ) ( ومن يتق الله يجعل له مخرجى ويرزقه من حيث لا يحتسب )
5- الاصلاح:- وهو اتخاذ القرارات للقيام بتنفيذ الاعمال البنأه لاصلاح وتطويرمختلف شئون حياتنا ان القرارات تختلف فهناك قرارات كبيره وجوهريه مثل بناء المسكن وهناك قرارات صغيره مثل اصلاح صنبور الماء في المنزل وهاكذا القرارات كل منها ياخذ درجة معينه من الاهميه وهذه الاعمال كلها مهمه لكنها تختلف في كبر اهميتها من قرار لقرار كما يجب ان يتناسب القرار مع الوقت وان يتم التنسيق بين القرارات في اوقاتها المناسبه كما ان هناك عدّة مستويات للاصلاح و التطوير فكما هو علىالمستوى الفردي كذالك يكون على المستوى الاجتماعي فئذا تحقق الاصلاح حصل الابتهاج والرضى
6-الصبر:- وهو الاجتهاد والمثابره لتحقيق الخير والبعد عن الشر وهو الاراده والعزيمه والقدره على التحمل في سبيل تحقيق الاهداف النبيله الجوهريه المختلفه مثل الايمان والطهاره و النضام والكسب والاصلاحات والصله والاحسان والترفيه ان الصبر مهم جدا فلا يستطيع الانسان ان يحقق الخير ومتطلباته وواجباته النبيله اللا عن طريق الصبر والاراده القويّه وبالصبر والتعب والمجهود يحس الانسان بالمتعه والنشاط والحيويّه في جسمه وروحه وعقله نتيحه لما نجح ونتصر في تحقيقه
إنشاء الله يعجبكم الموضوع