روح فلسطين سكر / ة من كبار الشخصيات
كيف تعرفت علينا ؟ : آخـــــــــر عدد المساهمات : 927 نقاط : 111815
البطاقة الشخصية نسبة أحترام العضو للمنتدى: (100/100) رقم العضوية: 3
| موضوع: حكمة قول"لا تنسانا من دعاءك" السبت يوليو 10, 2010 6:56 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الكاتب : فتاوى
بتاريخ : 25/9/1428هـ
النص : نص السؤال: فضيلة الشيخ وفقكم الله: ذكر عن شيخ الإسلام ابن تيمية أن طلب النبي صلى الله عليه وسلم من عمر الدعاء أن معناه الصلاة عليه، وأن قول الرجل لأخيه لا تنسنا من دعائك لا يجوز، فما رأي فضيلتكم ؟
الجواب للشيخ الفوزان حفظه الرحمن
الجواز يجوز لكن شيخ الإسلام في التوسل والوسيلة يقول إنّ الأولى أنّ الإنسان ما يطلب من الناس وأن يستغنى عن الناس لأن سؤال الناس فيه ذل حتى ولو طلبت منهم الدعاء ففيه حاجة إلى الناس وكون الإنسان يستغنى عن الناس ولا يحتاج إليهم أحسن وإنما فعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا مع عمر من باب إكرام عمر يقول الشيخ هذا من باب إكرام عمر ولذلك فرح عمر بهذه الكلمة ، فرح عمر بقول الرسول صلى الله عليه وسلم لا تنسنا يا أخي من صالح دعائك فالرسول أراد إكرامه بذلك ، إكرام عمر رضي الله عنه ، نعم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في شرح رياض الصالحين :
(( وأما حديث عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أنه أراد أن يعتمر ، فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " لا تنسنا يا أخي من دعائك ـ أو أشركنا ـ يا أخي في دعائك " ؛ فهذا حديث ضعيف ـ وإن صححه المؤلف ـ ؛ فإن المؤلف ـ رحمه الله ـ له منهجه الذي منه : أنه إذا كان الحديث في فضائل الأعمال فإنه يتساهل في الحكم عليه ، والعمل به .
وهذا وإن صدر عن حسن نية ؛ لكن الواجب اتباع الحق ، فالصحيح صحيح ، والضعيف ضعيف ، وفضائل الأعمال تدرك بغير تصحيح الأحاديث الضعيفة .
نعم ، أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من رأى أويسا القرني أو القرني أن يطلب منه الدعاء ، لكن هذا خاص به ؛ لأنه كان رجلا بارا بأمه ، وأراد الله سبحانه وتعالى أن يرفع ذكره في هذه الدنيا قبل جزاء الآخرة .
ولهذا لم يأمر النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ بأن يطلب أحد من أحد أن يدعو له ـ مع أن هناك من هو أفضل من أويس ـ . فأبو بكر أفضل من أويس بلا شك ، وغيره من الصحابة أفضل منه من حيث الصحبة ، وما أمر النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أحدا ان يطلب الدعاء من أحد .
فالصواب أنه لا ينبغي أن يطلب أحد الدعاء من غيره ـ ولو كان رجلا صالحا ـ ؛ وذلك لأن هذا ليس من هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ولا من هدي خلفائه الراشدين . * *
أما إذا كان الدعاء عاما ـ يعني تريد أن تطلب من هذا الرجل الصالح أن يدعو بدعاء عام ، كأن تطلب منه أن يدعو الله بالغيث أو يرفع الفتن عن الناس أو ما شابه ذلك ـ ؛ فلا بأس ؛ لأن هذا لمصلحة غيرك ، كما لو سألت المال للفقير فإنك لا تلام على هذا ولا تذم .
وكذلك النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ فإن سؤال الصحابة له من خصوصياته ، يسألونه أن يدعو الله لهم ، كما قال الرجل حين حدّث النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ، فقام عكاشة بن محصن ، قال : ادع الله أن يجعلني منهم . قال : " أنت منهم " ، ثم قام رجل آخر فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " سبقك بها عكاشة " .
وكما قالت المرأة التي تصرع ، حيث طلبت من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يدعو الله لها . فقال : " إن شئت دعوت الله لك ، وإن شئت صبرتِ ولكِ الجنةُ " ، فقالت : أصبر ولكن ادع الله أن لا تنكشف عورتي .
فالحاصل أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ من خصوصياته ان يُسأل الدعاءَ ، أما غيره فلا .
نعم لو أراد الإنسان أن يسأل من غيره الدعاء وقصده مصلحة الغير ، يعني يريد أن الله يثيب هذا الرجل على دعوته لأخيه ، أو أن الله تعالى يستجيب دعوته ؛ لأنه إذا دعا الإنسان لأخيه بظهر الغيب ؛ قال المَلَك : آمين ولك بمثل . فالأعمال بالنيات ، هذا ما نوى لمصلحة نفسه خاصة ، بل لمصلحة نفسه ومصلحة أخيه الذي طلب منه الدعاء ، فالأعمال بالنيات .
أما المصلحة الخاصة ؛ فهذا ـ كما قال الشافعي ـ رحمه الله ـ يدخل في المسألة المذمومة .
وقد بايع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابه على أن لا يسألوا الناس شيئا .
__________________
[شرح رياض الصالحين لابن عثيمين ـ رحمه الله ـ ، ج1 ، ص730،729]
| |
|