الشمس وأسرارها
الشمس هي مركز نظامنا الشمسي وتشكّل قرابة 99,8% من كتلة النظام الشمسي ، المكون من الأرض والكواكب الأخرى وكذلك الكويكبات والنيازك والمذنبات وغيرها التي تدور حول الشمس جميعها .
لو جئنا بـ 109 كوكباً مثل الأرض تكفي لملء قرص الشمس من الخارج ، أما داخلها يمكن أن يحمل 1.3 مليون كوكب مثل الأرض . !
والشمس تملك طاقة هائلة تكون على شكل نور أو ضوء الذي يدعم تقريباً كل مظاهر الحياة على سطح الأرض من مناخ وطقس وغيرها .
[ تركيب الشمس ومكوناتها ]
الشمس مكونة من الهيدروجين ( حوالي 74 % من كتلتها ، و 92 % من حجمها ) ، وكذلك الهيليوم ( حوالي 25% من كتلتها ، و7% من حجمها ) ، والكثير من العناصر والمواد الأخرى .
سطح الشمس يدعى ("فوتوسفير" - "Photosphere") ، وتبلغ درجة حرارته حوالي 6000 درجة مئوية ( 11000 فهرنهايت ) ، وتظهر في هذه الطبقة بقع بسبب إنفجارات الطاقة الهائلة على السطح .
بينما تبلغ درجة حرارتها في المركز حوالي 15 مليون درجة مئوية ( 27 مليون فهرنهايت ) وبضغط يُقدّر بـ 340 بليون ضعط جوي ، الأمر الذي يسبب تفاعلات نووية كبيرة بسبب كبر هذا الضغط .
وتتولد طاقة الشمس بالإندماج النووي بتحول الهيدروجين إلى هليوم ، ويُعتقد بأن الطاقة إحتاجت لمليون سنة لكي تصل إلى السطح . وفي كل ثانية يتم تحويل 700 مليون طن من الهيدروجين إلى الهيليوم .
وتدور الشمس حول مركز مجرّة درب التبانة والتي تبعد عنه بمافسة قّدّرت بـ 26000 سنة ضوئية ، وتكمل دورة كاملة حولها في غضون 225 - 250 مليون سنة .
* مُصطلح السنة الضوئية : وهي وحدة قياس المسافات الهائلة في الكون ، وهي تعني أن المسافة التي يقطعها الضوء خلال سنة، وتساوي 9.460.000.000.000 كلم (9.460 مليار كلم) .
أما بالنسبة لدورانها حول نفسها فيستغرق 25 يوم عند القطبين و 35 يوم عند خط الإستواء ، وتكون الشمس في حالة غازية وليس صلبة والذي أثبت بفعل سلوكها الشاذ ، فدورانها عند خط الأستواء أسرع منه عند القطبين ( مثل كوكب المشتري الغازي ) .
وعلى الرغم من كون الشمس هي النجم الأقرب لـ كوكبنا وأنها دّرست بشكل مباشر من قبل العلماء ، إلا أن هناك العديد من الأسئلة حول الشمس تبقى بلا أجوبة وتحيّر العلماء .
فعلى سبيل المثال جو الشمس الخارجي تبلغ درجة حرارته أكثر من 1 مليون درجة مئوية بينما سطحها قرابة الـ 6000 درجة مئوية .. ؟
و يُقال بأن الشمس ظلت كسحابة نشطة لحوالي 4.6 بليون سنة ، وله القدرة على الإستمرار لحوالي 5 بلايين سنة أخرى .
لكن في نهاية حياتها ، ستبدأ الشمس في دمج الهيليوم بالعناصر الأخرى الأثقل ، وتبدأ في الإنتفاخ والكبر ، وتتزايد في الإنتفاخ بشكل كبير جداً بحيث ستبتلع الأرض . . !
* إثبات لصحة ديينا عندما سكون الشمس قرابة الـ " شبر " من رأس الإنسان .
وبعد بليون سنة من ذلك يبدأ النجم العملاق الأحمر بالإنهيار إلى نجم قزم ( صغير ) ، ثم ستستغرق تريليون سنة مرة أخرى لتبريدها بالكامل .
[ الإنفجارات والرياح الشمسية ]
تكرر ظاهرة الإنفجارات الشمسة العملاقة كل فترة ( تقريباً كل 10 سنوات ) ، وتحدث عندما ترتتفع الطاقة المغناطيسية وتحرر بشكل فجائي ، فيطهر لنا ضوء أبيض شديد التوهج . ويطلق الإنفجار الشمسي غازات مشحونة تنطلق بسرعة كبيرة جداً تبلغ 3 ملايين كيلو متر / ساعة متجةً نحو الأرض . !
وبعضعها يستطيع إختراق الغلاف المغناطيسي للأرض مما يؤثر على الإتصالات اللاسلكية والتي تعتمد على الوجات الكهرومغناطيسية .
وتُصاحب الإنفجارات الشمسية رياح تسير بسرعة 320 كيلومترًا في الثانية ، وقد ترتفع أحيانا ً إلى 800 كيلومتر في الثانية عند ذروة النشاط الشمسي ، و تؤثر هذه الرياح في طبقة (الماجنيتوسفير) المغناطيسية للأرض في طبقات الجو العليا .
[ الشمس والناس قديماً ]
فهم الناس في القدم الشمس بأنها كالقرص المضيئ في السماء ، الذي بحضورها يبدأ اليوم وبغيابها ينتهي ويبدأ الليل .
(تصميم لـ آلهة الشمس)
وفي العديد من الثقافات والحضارات القديمة ، كان يُعتقد بأن الشمس هي الآله أو بأنها ظاهرة خارقة ، والكثير من الناس عبدوا الشمس مثل شعب حضارة الأنكا .
[ تطور الفهم العلمي الحديث للشمس ]
أول من عرض التفسير العلمي للشمس كان الفيلسوف اليوناني 'Anaxagoras' ، والذي قال بأنها عبارة عن كرة ملتهبة عملاقة وليست عبارة عن عربة يجرها حصان كما كان يُظن ، وبسبب ذلك ، سُجن هذا الفيلسوف وحكم بالموت .
ويعد 'Anaxagoras' هو أول من حسب المسافة بين الأرض والشمس بدقة في القرن الثالث وقدرها بـ 149 مليون كيلومتر ، تقريباً تماماً مثل الرقم الحديث .
'Anaxagoras'
[ النظر إلى الشمس مباشرةً ]
ضوء الشمس قوي جداً ، والنظر إلى الشمس بالعين المجردة بشكل مباشر لفترات قصيرة يكن أن يكون مؤلماً ويؤدي إلى العمى الجزئي المؤقت .
حيث يؤدي دخول حوالي 4 milliwatts من ضوء الشمس إلى شبكية العين إلى تسخينها الأمر الذي يسبب الضرر فعلاً بالنسبة للعيون التي لا تستطيع رد أشعة الشمس بالشكل الصحيح .
وعلى مر السنين تصفر عدسة العين ويعتقد بأنها تساهم في تشكيل الماء حول العين . والنظر لفترة طويلة إلى الشمس بالعين المجردة يمكن أن يتسبب بجروج حرق على شبكية العين بعد مرور حوالي 100 ثانية خصوصاً إذا ما كان التركيز حاداً .
أما بالنسبة إلى النظر إليها عن طريق لبس النظارات الواقية ، فهو أسلم من العين المجردة ولكن تبقى الخطورة باقية .
حيث يمكن للنظارات أن تسلم بحوالي 500 مرة للشبكية من إستعمال العين المجردة والتي قد تقتل فوراُ خلايا شبكية العين .
وبالإنتقال إلى المنظار المقرب الغير مكون من واقي والنظر به إلى الشمس يمكن أن يسبب عمى دائم .
[ كسوف الشمس والنظر إليها بالعين المجردة ]
النظر بالعين المجردة إلى الشمس في مرحلة الكسوف خطر جداً للنظر وذلك يرجع إلى أن بؤبؤ العين لم يتكيف و لا يتقلص خلال فترة كسوف الشمس مما يسمح بكمية كبيرة جداً من الاشعة فوق البنفسجية للوصول الى الشبكية الأمر الذي يسبب تلفاً في العناصر الكيميائية بالنقطة البؤرية من الشبكية ويؤدي بالتالي الى اتلاف بعض من خلايا الشبكية مما يسبب ضعفا دائما في الابصار في احدى العينين او كلتيهما لا سمح الله.
و مثل هذا التلف للابصار يمكن ان يحدث حتى لو كان التحديق في الكسوف لفترة قصيرة ولا يتبين الاثر الناجم عن ذلك الا بعد عدة ساعات .
[ ماذا تعرف عن الشمس ]
قطرها : 1.391.000 كلم
حجمها : 1.412.200.000.000.000.000 كلم³
كتلتها : 1.989.000.000.000.000.000.000.000.000.000 كلغ ( اي تمثل 330.000 مرة كتلة الارض )
كثافتها : 1,409 غ/سم³
درجة حرارتها عند السطح : 6000 درجة مئوية
درجة حرارتها عند المركز : 15 مليون درجة مئوية
سرعة الرياح الشمسية : 3 مليون كيلومتر في الساعة
البعد عن أقرب نجمة : 39.900.000.000.000 كلم ( أي 4.3 سنة ضوئية )
البعد عن مركز المجرة : 26000 سنة ضوئية
البعد عن الأرض : 149,600 كيلو متر ( 93 مليون ميل )
تدور دورة كاملة حول المجرة : في غضون مليون سنة تقريباً