يعرف الجميع أن تناول الملح بكثرة من شأنه أن يرفع ضغط الدم إلى مستويات خطيرة، ولكن دراسة جديدة أعدها عدد من الأطباء أكدت أن الإفراط في تناول السكر والحلويات قد يكون له تأثير مماثل، في تطور قد يبدل النظرة نحو مرض ضغط الدم الذي يقلق مئات الملايين حول العالم.
وتشير الدراسة إلى أن تناول كميات كبيرة من الأغذية التي تحتوي على سكر "فروكتوز" الموجود بكثرة في الفاكهة والذرة، أو شرب أكثر من عبوتين من المشروبات الغازية يومياً يودي إلى تزايد خطر ارتفاع ضغط الدم بنسبة 30 في المائة، حتى وإن تناول المرء حمية غذائية خالية من الملح.
وقال الطبيب مايكل شونشل، كبير العاملين على الدراسة وأخصائي أمراض الضغط في المركز الطبي التابع لجامعة كولورادو: "المشكلة أن الفركتوز منتشر بكثرة في الأطعمة، ولو دخلت اليوم إلى أي بقاله فستجد أن المنتجات التي تحتويه في كل مكان."
وقال شونشل إن نتائج دراسته جاءت بعد مسح شمل 4500 شخص من كل أنحاء الولايات المتحدة، وجميعهم من بين الأصحاء الذين لا يعانون من أمراض الضغط، واستمرت عمليات المراقبة الطبية لأولئك الأشخاص أربع سنوات تقريباً.
وبحسب الدراسة، فإن الشخص البالغ يتناول يومياً 74 غراماً من الفركتوز، ما يعادل كمية السكر الموجودة في علبتين ونصف من الصودا.
ولكن يتناول كميات أكبر من السكر معرض لارتفاع الضغط إلى حدود 14/9 بنسبة 30 في المائة، و16/10 بنسبة 77 في المائة، علماً أن مستويات ضغط الدم الطبيعية هي 12/8.
من جهتها، شككت شاريل لافر، أخصائية الأمراض الباطنية في مركز جامعة A&M للطب في تكساس بنتائج الدراسة، مشيرة إلى أنها لا تشرح الأسباب الفزيولوجية التي تدفع السكر للتسبب بارتفاع الضغط.
وأضافت لافر أن خلاصة الدراسة قد تكون فسرت بصورة عكسية، إذ أن المصابين بارتفاع ضغط الدم يقبلون على تناول السكر بعد الامتناع عن تناول الملح، وبالتالي يزداد لديهم استهلاك الفركتوز، لكنهم يفعلون ذلك بعد إصابتهم بالمرض، وبالتالي فإن السكر ليس له دور في رفع ضغط الدم.
وأدت الدراسة إلى ردة فعل غاضبة من شركة "كورن ريفاينرز" إحدى أكبر الشركات المصنعة لأغذية الذرة الغنية بالفركتور، فردت في بيان بالقول إن الدراسة غير دقيقة ولم تسجل بالكامل طبيعة الأنظمة الغذائية للأشخاص الذين شملهم المسح، كما قالت إن إشارة الدراسة لوجود 74 غراماً من السكر في كل علبتين ونصف من الصودا "غير صحيح."
ولكن شونشل دافع عن الدراسة بالقول إنها تنسجم مع دراسة مماثلة ظهرت مطلع العام تشير إلى أن خفض كميات السكر المقدمة إلى فئران في المختبر أدى إلى تراجع في مستويات ضغط الدم لديها.